جريدة البصائر - جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين - 534 عدد
البصائر لسان حال الجمعية
موقع الشيخ ابن باديس
جريدة البصائر رابع صحف جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين الأسبوعيّة. أنشأت بعد تعطيل الإدارة الاستعمارية لثلاث جرائد للجمعية في سنة واحدة - السنة المحمدية (1933-1933) الشريعة المطهرة (1933-1933) الصراط السوي (1933-1934) -. فقد وصل الأمر إلى "أن الحاكم العام قد أصدر مرة أمراً استبدادياً، يقضي بتعطيل كل صحيفة، تصدرها جمعيّة العلماء مسبقاً، قبل ظهورها". ورغم ذلك لم تنثن إرادة العلماء، وعلى رأسهم الشّيخ ابن باديس في مواصلة إصدار الجرائد، فأعادت الجمعيّة طلبها الرخصة القانونية بإصدار جريدة تكون لسان حالها. وبعد مدة ليست بالقصيرة، أذنت لها الإدارة الاستعمارية بإصدار جريدة "البصائر"، وذلك في 01 شوال 1354 ﻫ الموافق لـ27 ديسمبر 1935 م.
وقد أفلتت "البصائر" من توّقيف الإدارة الاستعمارية حيث ظلّت تصدر بانتظام إلى سنة 1939 م. أشرف عليها الشّيخ "الطّيّب العقبيّ" من أول عدد لها 27 سبتمبر 1935 م إلى العدد 83 الصادر في 30 سبتمبر 1937 م، حين تحولت إدارة تحريرها من العـاصمة إلى قسنطينة، وعين المجلس الإداري لجمعيّة العلمـاء الشّيخ "مبارك الميلي" مديرا ومحررا لها خلفا للشّيخ "العقبيّ" إلى أن توقفت بسبب الحرب عند العدد 180 الصادر في 25 أوت 1939 م، حيث قررت الجمعيّة تعطيلها مع إعلان الحرب العالمية الثانية، لئلا تتعرض لضغوط ومساومات الإدارة الاستعمارية التي طلبت منها أن تعلن باسمها وتكتب في صفحاتها، تصريحات ومقالات ضد دول المحور.
كانت جريدة البصائر تصدر يوم الجمعة قبل أن تتحول إلى يوم الإثنين وتحتوي على ثماني صفحات ويكون العنوان دائما أسودا وفي بعض الأحيان أخضرا أو أحمرا، ويكتب فوقه الآية القرآنية " قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ " (سورة الأنعام، الآية : 104) وتحت العنوان نجد هذه العبارة "لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، ويزخر كل عدد بمجموعة من الصور.
وتعد "البصائر" الجريدة الوحيدة التي بقية تصدر بعد وفاة الشّيخ ابن باديس - من بين الجرائد التي أشرف على إصدارها - حيث عادت إلى الصدور بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من عام 1947 م إلى غاية 1956 م، بإشراف وإدارة رئيس الجمعيّة الثاني الشّيخ "محمّد البشير الإبراهيميّ"، وقد بدأ صدورها يوم 25 جويلية 1947 م، ولكنها لم تلبث أن توقفت عن الصدور مجددا من طرف المشرفين عليها سنة 1956 م، بسبب احتدام الثورة التحريرية وصعوبة العمل في ظل القمع الاستعماري الذي لحق بكافة شرائح المجتمع الجزائري في تلك الحقبة.